مراد المصري (دبي)

استعاد مانشستر يونايتد كبرياءه، حينما تفوق على باريس سان جيرمان بنتيجة 3-1 ليلة أمس الأول، ليخطف بطاقة الصعود إلى الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، وذلك في مواجهة ستبقى تاريخية في سجلات «الشياطين الحمر» الذين أعادوا كتابة رواية «البؤساء» الفرنسية بسيناريو جديد في ملعب «حديقة الأمراء» في «عاصمة النور».
وبرغم أن مانشستر يونايتد خسر ذهاباً على ملعبه بهدفين من دون رد، فإنه تمكن من قلب ذلك إلى فوز بنتيجة 3-1، في «ريمونتادا» ستبقى عالقة في الأذهان طويلاً، بعد أن أثبت يونايتد أن الكبرياء والعراقة أمور لا يمكن أن تشتريها الأموال القطرية التي تنفق منذ سنوات الملايين، في مشروع حصيلته الفشل الأوروبي المتكرر سنوياً وسط مطاردات بـ«شبهات الفساد» على صعيد عدم الالتزام بنظام اللعب المالي النظيف.
تألق البلجيكي لوكاكو الذي سجل ثنائية، ثم أضاف الإنجليزي راشفورد الهدف الثالث من ضربة جزاء، أنصفتهم فيها تقنية «الفار»، ليصبح «الشياطين الحمر» أول فريق في تاريخ دوري الأبطال يتأهل في دوري إقصائي بعد تأخره بهدفين على ملعبه خلال 34 محاولة سابقة لفرق تم إقصاؤها في لقاء الإياب.
وأصبح «الباريسي» الضحية المفضلة للريمونتادا التاريخية، وذلك في ليلة احتفاله بخوض المباراة رقم 100 في المسابقة الأوروبية، إذ أنه بعدما سقط أمام برشلونة قبل عامين بنتيجة 6-1، في مواجهة وصفت بالإعجازية، فإنه عاد مرة أخرى وسقط على ملعبه ووسط جماهيره أمام فريق غاب عنه نحو 10 لاعبين، ولعب باللاعبين المتوافرين فقط، وبدكة فارغة تقريباً، ولعل ذلك ظهر جلياً حينما شارك الإنجليزي ميسون جرينوود بديلاً بعمر 17 سنة و156 يوماً، ليصبح أصغر لاعب يشارك مع اليونايتد في تاريخ دوري الأبطال، إلى جانب مشاركة البديل تاهيت تشونج بعمر 19 سنة و92 يوماً، وهو أصغر لاعب هولندي، يلعب مع فريق غير هولندي في دوري الأبطال.
وأثبت النرويجي أولي سولسكاير أنه الرجل المناسب لتولي دفة قيادة «الشياطين الحمر»، وإعادة الروح لهم عقب فترة كئيبة مع البرتغالي جوزيه مورينيو، فبينما جلس «المو» في العام الماضي يشرح أسباب الخروج أمام إشبيلية في الدور الثاني من المسابقة الأوروبية، فإن سولسكاير رفض الاستسلام، وأخرج أفضل ما لدى لاعبيه، علماً بأن الفريق سجل للمرة الـ21 على التوالي خارج ملعبه في البطولات كافة، ليعادل أفضل أرقامه بين نوفمبر 1956 و1957 تحت قيادة السير مات بازبي.
ولعب مانشستر يونايتد ضد جميع الاحتمالات، حيث لم يخسر باريس سان جيرمان على أرضه في دوري أبطال أوروبا سوى مرة واحد في 16 مباراة قبل موقعة الفريقين، كما أن اليونايتد لم يتفوق بفارق هدفين خارج أرضه في المسابقة الأوروبية منذ عام 2011، حينما فعل ذلك أمام شالكه الألماني، لينجح في قلب الموازيين والقتال حتى اللحظة الأخيرة من أجل خطف بطاقة الصعود.
ويبدو أن «النحس» يواصل مطاردة سان جيرمان كلما عسكر في العاصمة القطرية الدوحة خلال فترة التوقف الشتوي بات أمراً حقيقياً، حيث يظهر الفريق بصورة قوية في الجزء الأول من الموسم، وهو الذي تصدر ترتيب مجموعة، ضمت معه ليفربول الإنجليزي وصيف النسخة الماضية، ونابولي الإيطالي، لكنه اعتاد في السنوات الثلاث الماضية كلما عاد من الدوحة أن ينهار في دوري الأبطال مباشرة، فسقط في الدور الثاني على التوالي أمام برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد.